انتشرت كلمة "مؤثر" في عالم التسويق، وليس لدى الكثير من الأشخاص أي فكرة عما تعنيه حقًا أو كيف يمكنهم استخدام المؤثرين لمساعدتهم في أعمالهم وعمليات التسويق.
التسويق المؤثر هو طريقة جديدة، مبتكرة وفعالة لتسويق المنتجات. إذ أشار تحليل أجري مؤخرًا إلى وجود اهتمام مضاعف من قبل الأشخاص تجاه التسويق المؤثر بمقدار 90 مرة عن بقية الأنواع!
إذا كان هذا المفهوم جديدًا عليك، فسيقوم هذا الدليل بتحليل مَفصِل لكل ما تحتاج إلى معرفته عن هذا المفهوم وكيفية الاستفادة منه للوصول إلى السوق المستهدف.
ستتعرف في هذا الدليل للتسويق المؤثر على كيفية اختيار المؤثرين المناسبين، ولماذا يمكنهم أن يكونوا فعالين للغاية لمشروعك التجاري، وكذلك كيفية العثور عليهم بنفسك.
التسويق المؤثر هو طريقة للإعلان حيث تدفع الشركات للأفراد مقابل الترويج لمنتجاتهم أو ذكرها لمتابعيهم على منصات التواصل الاجتماعي. يجب على الشركات وضع استراتيجيات حول أفضل المؤثرين لمنتجاتهم، ثم التفكير في كيفية جعلها تستحق وقت هؤلاء الأشخاص.
قد يكون المؤثرين هم مدونين يمتلكون عددًا كبيرًا من المتابعين أو نجوم تلفزيون الواقع أو المشاهير، ويمكن أن يكون التسويق المؤثر أداة فاعلة إذا كنت تريد لشركتك أن تنمو وتصل إلى المزيد من العملاء.
هناك طريقتان تستطيع من خلالها إشراك المؤثرين للترويج لعلامتك التجارية، وهي إما بدفع الأموال لهم أو إنشاء عِلاقة مستمرة حيث يمكنك تقديم المساعدة لهم مقابل أنّ يقدموا لك الترويج المجاني.
كونك مؤثرًا هذه الأيام لا يعني دائمًا امتلاك أكبر عدد من المتابعين، بل غالبًا مايتم التأثير من خلال إلهام الآخرين وتغيير رأي أو تصور شخص ما تجاه منتج أو خدمة.
يحتاج المؤثرون إلى أن يكونوا قادرين على تمييز أنفسهم عن منافسيهم باستخدام الإبداع وبناء العلاقات والتفرد في مجال عملهم.
وهناك أربع صفات يجب أن يتمتع بها كل مؤثر جيد وعظيم، وهي:
الأصالة تأتي من أن تكون صادقًا مع نفسك مع الحفاظ على الصدق مع الجمهور. فأنت ترغب أن يُدرك الأشخاص قدرتهم على الوثوق بك في الأمور التي تٌخبرهم بها، وأن نصيحتك تأتي من خبرة سابقة.
والصدق يعني عدم بيع أي شيء لا تؤمن به شخصيًا، وعندما تكون صادقًا مع نفسك، سوف يظهر ذلك من خلال عملك على منصة الإنستغرام والمنصات الأخرى، مما سيؤدي إلى إحداث تفاعل وتأثير أكبر بين الجماهير.
الإبداع هو أهم صفة لأي مؤثر، فبدونها لن يحدث الإلهام للجماهير بعيدًا عن إطار تلك المساعي والأنشطة الإبداعية.
ويتضمن الإبداع الاستيعاب لآلية عمل المنصات المختلفة وكيف يتفاعل الناس معها يوميًا حتى يُمكنك جذب انتباههم، وهذا الأمر هو الأكثر أهمية للمسوقين الذين يبحثون عن الظهور وللحصول على العملاء المحتملين على حد سواء.
أخيرًا، المسؤولية الاجتماعية هي أمر حتمي إذا كنت تريد أن تؤخذ على محمل الجد كمؤثر. فعلى سبيل المثال، لنفترض أن أحد المؤثرين يروج لمنتجات التجميل ولكنه لا يكشف عن أنه في الواقع قد تلقى مقابلًا ماليًا من قبل تلك العلامات التجارية (وذلك أمرٌ مشابه لما يفعله بعض المشاهير من تأييد لبعض اتجاهات مستحضرات التجميل). في هذه الحالة، يصبح من الصعب على أي شخص الوثوق بما يقوله ذلك المؤثر حتى لو كانت المنتجات جيدة.
بالنسبة للمبتدئين في أعمالهم التجارية، من المحتمل أن يؤثر هؤلاء المؤثرين بشكل كبير على أرقام مبيعاتك في حال تمكنت من جذب مؤثر مهتم بمنتجاتك. إذ يثق الناس بالأشخاص الآخرين المعلنين على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من الإعلانات التقليدية. وذكرت خدمة التسويق عبر Cure Media أنّ 49٪ من العملاء يثقون في توصيات المؤثرين أكثر من توصيات العلامة التجارية.
وعلاوة على ذلك، فإنّ العمل مع مؤثر أقل تكلفة بكثير من توظيف وكالة إعلانية وإنفاق مئات الآلاف من الأموال "الدولارات" لإجراء حملة تجارية.
إحدى الدراسات Grapevine وجدت أن التسويق المؤثر يمكن أن يولد معدلات تحويل تصل إلى 2.5٪ عند إجرائه بشكل صحيح.
لذا، عند استخدام التسويق المؤثر على الوجه المناسب من قبل العلامات التجارية مثل علامتي Adidas و Nike وغيرهم الكثيرون، غالبًا ماتكون النتيجة بأنّ يصبح هذا التعاون مفيدًا للطرفين المعنيين على نحو متبادل.
نعم. إنّ الأمر يعتمد على مدى أصالة وموثوقية قاعدة متابعي المؤثر تجاه علامتك التجارية. وقد يكون من المفيد إنفاق الأموال على المؤثرين إذا كانوا شفافين مع متابعيهم بشأن عملهم مع علامتك التجارية.
وفقًا لموقع Influencer Marketing Hub، يعتبر 90٪ من المسوقين أنّ التسويق المؤثر هو نوع من أنواع التسويق الناجحة والفعالة.
ومع ذلك، فإنّ المؤثر الذي ليس له علاقة بشركتك لن يعمل معك. في هذه الحالات، قد يكون المحتوى الذي تم إنتاجه جيدًا، إلا أنّه لا يتحول إلى مبيعات للشركة.
يُعد تحديد نوع المؤثر الذي تريد العمل معه أمرًا مهمًا قبل التواصل معه. إذ يعتمد ذلك كثيرًا على أهدافك ونوع الشخصية التي تبحث عنها.
لنفترض أنك تبحث عن شخص خفيف الظل ومضحك، في هذه الحالة، من الأفضل أنّ تسعى للتعاقد مع يوتيوبر "شخص شهير في منصة اليوتيوب" متخصص في المقاطع الكوميدية أو المقالب بدلاً من شخص يراجع منتجات التجميل طوال اليوم.
هناك خمس أنواع من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي:
ما يجعل كل هؤلاء مؤثرين هو جودة محتواهم جنبًا إلى جنب مع حجم متابعينهم. لنلقي نظرة على كل نوع بإيجاز:
هؤلاء الأشخاص لديهم ملايين المتابعين أو المشتركين على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، وهم عادةً من المشاهير أو الأشخاص الذين يتمتعون بمكانة المشاهير.
عند امتلاك أحدهم لـ 1 مليون متابع أو أكثر، فهذا النوع من المؤثرين هم الذي ستجدهم في شراكة مع العلامات التجارية والوكالات أثناء حملاتها. وعادةً ما يتمتعون بمتابعات ضخمة في وسائل التواصل الاجتماعي ومعرفة واسعة في مجالهم المتخصص. والشيء الجيد في هذا السياق هو أنّ التواصل مع هؤلاء النوع من المؤثرين أسهل بكثير من المؤثرين المايكرو "الصغار"!
لدى المؤثرين الماكرو ما بين خمسمئة ألف إلى مليون متابع أو مشترك على وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أن يكونوا من المشاهير ولكن شهرتهم ليست مثل المؤثرين العمالقة أو الميغا.
المؤثرون الكبار خبراء في مجالهم ولديهم عدد كبير من المتابعين، هم مثاليون للتوصية بالمنتجات أو الخدمات و يثق بهم جمهورهم. ومع ذلك، قد يكون من الصعب على المؤثرين الكبار ذوي الوصول والمشاركة الأقل أنّ يقوموا بالدخول في منافسة في هذه المرحلة مع شخص يمتلك قبول واسع وتأييد، استخدمهم حيثما تستطيع، و زودهم بمحتوى ذات جودة عالية، حتى يقدموا لك المساعدة في المقابل.
لديهم ما بين 50 ألف إلى 500 ألف متابع أو مشترك على منصات التواصل الاجتماعي.
عادة ما يكون لدى هؤلاء الأشخاص ما بين 10 آلاف إلى 50 ألف متابع أو مشترك على منصات التواصل الاجتماعي، ويمكن أن تتراوح منشوراتهم من الاقتباسات إلى نصائح الجمال.
هذا هو أصغر نوع من أنواع المؤثرين لأنّ لديهم حوالي ألف إلى 10 آلاف متابع على منصات التواصل الاجتماعي.
يُعد التسويق المؤثر وسيلة قوية لجعل علامتك التجارية أمام الجَمهور المستهدف والمتفاعل. إضافة إلى ذلك، من المرجح أن يقوم المؤثرون بمشاركة المحتوى الخاص بك لأنّ لديهم ارتباطًا وصلة به وهم أكثر استثمارًا ومساهمة في قصة هذا المحتوى.
وفقًا لمسح حديث أُجري من قبل مؤسسة "L2"، يخطط 62٪ من المسوقين لاستخدام المؤثرين في حملتهم التالية؛ لذا، إذا كنت لا تأخذ هذا الشكل من الإعلانات على محمل الجد، فسوف تتأخر عن الركب!.
عبر الآتي كيفية القيام بهذا النوع من التسويق بشكل صحيح:
ابحث عن المؤثرين الصغار مع الجماهير ذات الصلة بنفس المجال، قدّم لهم عينات المنتج أو الهدايا المجانية التي تتماشى مع اهتماماتهم مقابل أنّ يقوموا بمشاركة منشوراتك. امنحهم السيطرة الإبداعية المطلقة على ما ينشرونه وليس عليك أن تخبرهم بماذا يقولون وينشرون، وذلك كي ينعكس المحتوى بشكل جيد على كلا الطرفين المعنيين.
يُمكنك أيضًا توظيف وكالات أو شركات متخصصة في إدارة حملات المؤثرين مثل Tailwind أو Hootsuite حتى لا تقلق بشأن التفاصيل الصغيرة.
ومع التخطيط والتنفيذ المناسب، يمكن أن يكون التسويق المؤثر أحد أكثر أشكال الإعلان فاعلية في عالمنا اليوم. وكل ما يتطلبه الأمر هو بعض الإبداع والاستعداد لتحمل المخاطر.
من المهم معرفة الفرق بين التسويق المؤثر والتسويق بالعمولة لأنّهما ليسا متشابهين، إذ لكل منهم طريقة مختلفة في كسب المال وكلاهما يُقدمان مزايا مختلفة.
من ناحية ما، يقوم المسوقين بالعمولة بعمل توصيات خاصة بالمنتجات أو الخدمات على موقعهم الإلكتروني، وبعد ذلك يمكنك أو يُمكن للزائر عبر الويب شرائها بسعر أقل إذا تابعت عملية الشراء
. وعلى الجانب الآخر، يستخدم المسوقون المؤثرين عادةً وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لأنفسهم كأشخاص مخولين وذي سلطة في مجالهم، ثم يعرضون المنتجات أو الخدمات الخاصة بالشركات الأخرى إما بشكل مجاني أو بنسبة عمولة.
ومن جانب الأجور، فهي أعلى بكثير في التسويق المؤثر عن التسويق بالعمولة لأنّ الكثير من الأشخاص يرون المحتوى الخاص بالمؤثر ويشترون بعضٌ من تلك الأمور دون أن يضطروا إلى سؤاله.
لا يمكنك أبدًا تتبع عدد المبيعات التي تأتي من منشور واحد، ولكن عندما يتعلق الأمر باختيار نوع التسويق الذي سينجح بشكل أفضل بالنسبة لك، ينبغي أن تضع في الاعتبار مقدار الوقت والجهد الذي ترغب في بذلها من أجل التسويق لمنتجك.
قد يكون التسويق المؤثر أفضل إذا كنت ترغب في جني المزيد من المال على وجه السرعة، ومن ناحية أخرى، يكون التسويق بالعمولة هو الخيار الأفضل إذا كنت تريد المزيد من الأمان في استثمارك وتريد بعض التأكيد واليقين حول مقدار الأموال التي ستجنيها في المقابل.
أضف إلى ذلك، انّه لا توجد ضمانات مع التسويق المؤثر؛ فكل ما يمكنك فعله هو طرح محتوى عالي الجودة على أمل أن يؤتي ثماره على المدى الطويل. ولكن مع التسويق بالعمولة، ستدرك دائمًا المبلغ الذي جنيته من عملية البيع، لأن تكلفة العنصر يتم خصمها من أرباحك.
ما يعني أنّ التسويق المؤثر أكثر خطورة من التسويق بالعمولة ولكنه يتمتع بمكاسب محتملة أكبر.
في كثير من الأحيان، نربط المؤثرين بالمشاهير، في حين أنّ كلاهما لديه القدرة على الوصول إلى جمهور عريض وإحداث تأثير واسع على قرارات الشراء، إلا أنهما يختلفان أيضًا في بعض الجوانب الرئيسية.
غالبًا ما يروج المشاهير لمنتج واحد، في حين أن المؤثرين قد يروجون للعديد من المنتجات المختلفة ضمن مجال أو فئة محددة.
إضافة إلى ذلك، يُعتبر تأييد المشاهير أكثر جدارة بالثقة لأنّ المستهلكين ينظرون إليها على أنّها غير متحيزة. وعلى الجانب الآخر، يُنظر إلى المؤثرين على أنهم يروجون للمنتجات التي قاموا باستخدامها وأعجبتهم، وقد يبدو ترويجهم ودعوتهم لشراء تلك المنتجات أقل موضوعية.
ومع ذلك، فإنّ علاقات الأشخاص مع هذين النوعين متغيرة، ويعود ذلك بشكل كبير إلى مدى سهولة الوصول إلى العلامات التجارية المختلفة من خلال قنوات التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب والانستغرام.
يمكن أنّ يكون التسويق المؤثر طريقة قوية للترويج لعلامتك التجارية وجلب متابعين جدد إلى موقعك الإلكتروني. غير أنّه قطرة في بحر بالنسبة لإمكانيات وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت الآن أداة مفيدة للشركات.
هناك العديد من الطرق التي يمكن للعلامات التجارية من خلالها الاستفادة من المؤثرين، ما يساعد العملاء في عملية العثور على المعلومات حول المنتجات بشكل مجاني
فعلى سبيل المثال، قد يفكر صاحب شركة صابون في التواصل مع المصممين لعروض الأزياء المصنوعة يدويًا، ومن ثم جعلهم يستخدمون الصابون. قد يبدو هذا خيارًا غير عاديًا في البداية، إلا أنّه ينجح بشكل رائع، فيحظى الصابون باهتمام كبير، ويصبح الأشخاص متحمسين لمعرفة مدى جودة تنظيفه مع إضافة العطر له.
يُعد التسويق المؤثر فكرة رائعة إذا كنت على استعداد لبذل بعض المجهود في التفكير خارج الصندوق.
إذا كنت بحاجة إلى المساعدة في معرفة المؤثرين المناسبين لعملك، فهناك أدوات مثل Nimble أو Contently والتي تساعدك في الوصول إلى الخيارات الملائمة. إذ تتيح لك هذه المنصات فرز آلاف الاحتمالات والتواصل مع الشركاء المحتملين بناءً على نوع المحتوى الذي يقومون بإنشائها والاهتمامات التي يمتلكونها.
بمجرد العثور على شخص مثالي لاحتياجاتك، فإنّ إرسال رسالة مباشرة عبر المنصة يتيح لك إعداد العقود وإجراء المدفوعات بسهولة دون الانتقال بين الكثير من رسائل البريد الإلكتروني. هل من الممكن أن يكون أسهل من ذلك؟!.
خارطة النجاح واضحة، فإذا كنت ترغب بالظهور و الحصول على معدلات تحويل عالية، ابدأ بإدخال المؤثرين لنشاطك التجاري اليوم!
التسويق المؤثر هو نهج جديد وغير تقليدي يمكن أن يساعد نشاطك التجاري على أنّ يكون ملحوظًا!
قد يكون لدى المؤثرين عشرات الآلاف من المتابعين، ويرى هؤلاء الأشخاص ما الذي يحبه ويتابعه مشهورهم المفضل عبر منصة الإنستغرام، ومن ثم، فمن المرجح أنّ يثير اهتمامهم ويصبحوا مندهشين بأي منشورات يقوم هذا المؤثر بنشرها.
في نهاية المطاف، أنت لا تريد من الأشخاص فقط شراء منتجك لأنّه يجعلهم سعداء؛ بل تريدهم أنّ يشترون لأنهم يريدون التميز بين الناس.
فالمؤثرون بارعون حقًا في جعل المستهلكين يشعرون بأنّهم فريدون واستثنائيون في عالم تنافسي مليء بالمنتجات التي تؤدي في الواقع نفس الغرض تقريبًا، ولهذا السبب تحتاج العلامات التجارية إلى العمل مع أولئك الذين لا يهتمون فقط بالحصول على الأجر أو جذب المتابعين، بل بدلًا من ذلك، العمل مع المؤثرين الذين يجدون طرقًا لإنشاء علاقات ذات معنى مع جمهورهم.
يمكن للمؤثر المناسب أن يأخذ علامتك التجارية ويحولها إلى أمر لا يُمكن نسيانه ويعلق في الأذهان. ابحث عن شخص يُدرك كيف يخاطب جمهورك المستهدف؛ ويقوم بإنشاء محتوى معاصر بناءً على الأمور الهامة في عالمنا اليوم، فهناك الكثير من نجوم وسائل التواصل الاجتماعي الذين ينتظرونك لتجدهم!