عادةً عندما يتخرج شخص ما من الكلية، يكون لديه المعرفة الأساسية المطلوبة لإنجاز عمله في مجال تخصصه. ولنقل أن خريجو تخصّص التسويق لعام 2001 قد تعلَّموا خلال فترة دراستهم أساسيات التسويق والأفكار المهمة حول عناصر المزيج التسويقي الأربعة (4P's) وأصبح لديهم معلومات مهمة حول مهارات تخطيط التسويق والبحث. بشكلٍ أساسيّ، في تخصص التسويق، الطالب يتلقى تعليمًا حول مهارات التخطيط والتواصل وتسويق المنتجات، والبحث، ورؤى الاستهلاك (أو استبصار العملاء)، والتوزيع. في الماضي كانت تلك المهارات كافية للحصول على وظيفة في مجال التسويق، خاصة إذا امتلك الطالب مهارات تواصل جيدة، إذ كانت تدور صناعة التسويق حينذاك حول الطباعة والتلفاز ونقاط البيع (البيع بالتجزئة). هذا الأمر كان منذ عقود مضت، ولا يتناسب مع صناعة التسويق المعاصرة، على الأقل لا يتناسب مع ما يقارب 90% من الأعمال وقريبًا سيصبح لا يناسب جميع الأعمال، إذ أن كل شيء يتجه حاليًا نحو الرقمنة والتحول الرقمي.
فما هي المهارات التي يحتاج طالب التسويق معرفتها حتى يناسب فرص العمل في الوقت الحالي والاستفادة من فرص السوق؟
إنَّ الحديث عن أفضل الدورات والبرامج المناسبة للخريجين يقودني إلى توضيح مبدأين رئيسيين. أولهما، الصورة الواسعة للمجال، وتغيير اتجاهات السوق وتغيير سلوك المستهلك. إذ أصبح طلب طعامك عبر الإنترنت خمس أيام في الأسبوع ليس أمرًا مستغربًا على الإطلاق. وأيضًا، إنه لأمر طبيعي جدًا قيامك بتنظيف أظافرك بينما أنت جالس على أريكتك وتشاهد برنامجك المفضل على جهاز iPad الخاص بك. هذه الأمور الصغيرة هي نتيجة تأثير التحول الرقمي في الخدمات. لذلك يحتاج المسوقين المحترفين المستقبلين أن يكونوا جاهزين ولديهم خبرة بالأدوات والمهارات المناسبة للاندماج في سوق العمل سريعًا. ثم تحتاج لمعرفة أي أدوات والمهارات التي تحتاجها لتكون ذا صلة بسوق العمل. هذا يقودني إلى الحديث عن النقطة الثانية، وهي المهارات المطلوبة. هذا الأمر يعتبر صعب قليلًا لأنه غير كافٍ تعلّم تلك المهارات فقط، ولكن يجب أن تتكيَّف معها وتُؤيّدها بشكل كامل. سأبدأ مع مهارة أن يكون لديك عقلية إيجابية ومنفتحة للتغير، فبدون التمتّع بتلك المهارة، لا يمكنك أن تتغيّر، لهذا لن تكون مناسب كفاية ليتم توظيفك. إذا نظرنا إلى الأدوات المستخدمة في التسويق، مثل "إحصاءات جوجل" (وهي عبارة عن أداة إبلاغ تُساعدك في معرفة سلوك زوَّار موقعك الإلكتروني)، فإنها تستمر في التطور والتغيّر، إذ أنها إن لم تكُ مواكبة للتحديثات، فسيكون من الصعب عليك استخدامها وفهم البيانات المعروضة هناك. والحقيقة أن هذا المجال هو دائم التغير والتطور. لهذا السبب، قلت "احتفظ بعقلية إيجابية ومنفتحة للتغيير" إذ لن يبقى شيء على حاله "ألسنا جميعًا نستمر في التغيير طوال الوقت!" هذا صحيح أيضًا.
فالتسويق الرقمي، والبيع الرقمي، والعلاقات العامة الرقمية، وخدمات العملاء الرقمية (يُطلق عليها أيضًا بالتجربة الرقمية) وخدمات أخرى كثيرة ستصبح جميعها رقمية. والوسائل الرقمية (تعتمد على الأرقام)، لهذا دعنا ننظر إلى التالي: سارة موظفة تعمل في قسم اكتساب المواهب في شركة Nestle، وتقرير عملها يحتوي على البيانات التالية: (إجمالي المتقدمين 1000 متقدم، إجمالي الذين تم فحصهم 900، إجمالي المقابلات الأولى 20، إجمالي الذين تم توظيفهم 4). فهي تعمل في قسم اكتساب المواهب والتوظيف ليست في مجال المبيعات أو التسويق، لكن عملها يعتمد على الأرقام أيضًا. وحتى تفهم الأرقام وإدارتها ولتكون ذات صلة بالتسويق، يجب عليك امتلاك المهارات التالية:
1- معرفة جيدة في برنامج Excel وإبلاغ البيانات
2- مهارات التخطيط وتحديد الأهداف والتوقعات
3- القدرة على تحليل سلوك المستهلك الرقمي
4- مهارات البحث
5- خبرة في استخدام الأدوات الشائعة مثل إحصاءات جوجل، وتحليلات مواقع التواصل الاجتماعي، وأدوات إدارة علاقات العملاء CRM.
لا تقلق هذا فقط البداية، هناك المزيد لتعلمه. يمكنك تعلمها جميعًا، وهذا يجعل الأمر أكثر منطقية عندما يعتمدون في العمل على متطلبات العمل الشاملة. ومع ذلك، أنت تحتاج أولًا إلى تعلم المفاهيم والمصطلحات الرئيسية في التسويق الرقمي. ثم ستكون قادرًا على فهم دورة العمل كاملة وكيف يعمل التسويق في العالم الرقمي على مساعدة الأعمال في مواصلة التطور. حيثُ يعمل الإطار العام للتسويق الرقمي كمحرك أساسي لمكونات الأعمال الأخرى. لهذا السبب فكر في الأمر على أنه مكعبات ليغو الرئيسية ويمكن توصيل أشياء أخرى به.
بنظري، يُعد برنامج"CDMP - Certified Digital Marketing Professional" مناسب جدًا لجعلك مؤهل لسوق العمل، يحتوي على إطار عمل تسويق رقمي عام يعلمك المكونات الرئيسية والمجالات التي تحتاج إلى التركيز عليها للنمو والتطوّر. وهو عبارة عن برنامج شامل يساعدك على فهم مجال التسويق الرقمي الواسع ويُعلّمك كيفية الإبحار فيه. احرص على التسجيل في الدفعة التالية من البرنامج في أسرع وقت.